لقد تمكن الدولار الأمريكي مؤخرًا من البقاء فوق مستوى 104.00 الرئيسي على مؤشر ICE، مما أعطى الأمل في إمكانية تجنب تراجع أكبر. ولكن لماذا تراجع أمام العملات الرئيسية الأخرى، خاصة بالنظر إلى أن التعريفات الجمركية يجب أن تؤثر سلبًا أيضًا على الدول المستهدفة بها؟

نعم، قد يبدو هذا غريبًا للوهلة الأولى، ولكن هناك أسباب واضحة وراء ذلك، ومن المرجح أن تستمر في الضغط على الدولار حتى تستقر الأوضاع.

كما ذكر في مقال سابق، لو لم يقدم ترامب أي شيء يتجاوز التعريفات المعلنة في البداية، لكان الدولار قد تلقى دعمًا ملحوظًا بالأمس. لكن هذا لم يحدث. بدلاً من ذلك، تجاوز الرئيس الأمريكي التدابير التي تم تسعيرها مسبقًا في سوق الفوركس، ومؤشرات الأسهم، وعوائد الخزانة. بالإضافة إلى تعريفة أساسية بنسبة 10%—وهي نسبة أكثر اعتدالًا من النسبة المقترحة سابقًا 20%، والتي كانت ستعتبر إيجابية—أعلن عن تعريفات إضافية لبعض الدول. وفقًا لـ Evercore ISI، قد ترتفع نسبة التعريفة الجمركية المتوسطة الجديدة إلى 29% بعد تنفيذ جميع التعريفات الجديدة، وهي الأعلى منذ أكثر من قرن. وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفرض بشكل جماعي حواجز تجارية أعلى بكثير مما كان متوقعًا في البداية.

دفعت مخاوف من أزمة اقتصادية كاملة وركود في الولايات المتحدة المستثمرين إلى سندات الخزانة، مما تسبب في انخفاض العوائد وزيادة الضغط الهبوطي على الدولار. هذا التراجع في سوق الفوركس ليس بسبب قوة العملات الأخرى بل بسبب ضعف الدولار. على سبيل المثال، ارتفاع اليورو يتناقض مع المشاكل الاقتصادية في منطقة اليورو. وفقًا للبيانات الأخيرة، فإن انخفاض التضخم يزيد من احتمالية خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر—وهو عامل هبوطي واضح لليورو مقابل الدولار، الذي قد يجد في النهاية دعمًا على توقعات رفع أسعار الفائدة إذا ارتفع التضخم في وقت لاحق من هذا العام.

باختصار، تراجع الدولار هو في الغالب رد فعل عاطفي. قد يكون هذا التراجع قصير الأمد، وينتهي بمجرد أن يكون هناك وضوح أكبر بشأن معدلات التعريفة الأمريكية الفعلية والإجراءات الانتقامية من الشركاء التجاريين. كما ذكر أعلاه، فإن الخوف من المجهول يدفع الدولار للهبوط. ومع ذلك، قد يكون لهذا التراجع فائدة للولايات المتحدة، حيث يحسن من تنافسية الصادرات الأمريكية، مما قد يقوي الاقتصاد على المدى الطويل. في الوقت نفسه، من المرجح أن يستفيد المضاربون بشكل كامل من "واقع التعريفة" قبل دخول السوق مرة أخرى عند مستويات أسعار أقل وأكثر ملاءمة.

التوقعات لليوم:

GBP/USD

يتداول الزوج فوق مستوى 1.3100. إذا فشل في البقاء فوق هذا المستوى، فمن المحتمل حدوث تراجع نحو 1.3035 ثم 1.3000.

EUR/USD

يتداول الزوج فوق مستوى 1.0880. إذا فشل في البقاء فوق هذا المستوى، فمن الممكن حدوث تصحيح هبوطي نحو 1.0940 ثم 1.0900.